تعاني الدول الاوروبية من ظاهرة العنف ضد المرأة ، وتحتل فرنسا من ضمن المرتب الاولى على غرار دول اخرى ، مما جعلها تضع قوانين صارمة ضد الرجال الممارسين للعنف ضد النساء ، مع متابعات قضائية في حالة صدور أي شكوى من الضحايا .
أما في بعض الدول الاسلامية فيبدو ان مثل هذه الخطوة لم تتقدم بالشكل المطلوب لاصطدامها بقوانين الشريعة الاسلامية التي يستلها كالسيف المشرعون في المحاكم . معتبرين الضرب كتأديب شرعي منصوص عليه من نبي الاسلام من خلال القران ، وبالتالي يلجؤون الى قاعدتهم المتخلفة '' الصلح خير'' داعسين على نفسية المرأة والاضرار التي تلحق بها جراء التصرف الغير سوي مهما كانت دوافعه ، والغريب في الامر أن هناك من يتفنن في تقديم دروس تلفزيزنية خاصة عن كيفية ضرب الزوجة !
نعم انها أعجب مانسمع عنه في القرن الحادي و عشرين من بلدان الاسلام ، قناة سعودية تعرض حلقة عن كيفية واداب ضرب الزوجة ـالحلقة من تقديم رجل صحراوي يعتمر شالا ، و جبة بيضاء ويطلق عن نفسه لقب دكتور ، استشاري اسري !
يقول الاستشاري المزيف أن تأديب الزوجة يمر بثلاث مراحل عكس مايساء فهمه ، أوله موعظة و تذكير بالواجبات ، وثانيها هجر في المضجع ، وثالثهما الضرب ، لكن ليس المبرح ! على حد تعبير الخبير السعودي : خالد الصعبي ، مستشهدا بالاية الواردة في سورة النساء :
واللائي تخافون نشوزهن فعضوهن واهجروهن في المضاجع و اضربوهن مضيفا في نفس الوقت أن الزوج عليه بالاستعانة بالسواك أو المنديل حتى يتجنب العصا التي قد يلجأ اليها في لحظة الغضب ، خاصة اذا تحرشت به الزوجة قائلة له " تعالى اضربني '' !
المسلم امثال هذا الدكتور المزعوم لا يختلف عن كثيرين ، يحاول بكافة السبل تبرير الامر الهي و محاولة القاء اللوم على الزوجة " الغير عاقلة " وكأن المسلم يختزل كل حكمة الكون !
هل اكتشفتم لماذا نحن لا نسمي هؤلاء بالعلماء ، فكيف سينتج الاسلام بالاساس علما ، وكيف سيتعلم هؤلاء وهم لا يزالون يكررون قال الله ، قال الرسول في أمور علمية ، في الوقت الذي تسعى فيه الدول المتحضرة بفضل علومها الحفاظ على كيان المرأة في المجتمع و تخفيف الاضرار النفسية عن المعنفات ، يستمر هؤلاء المتخلفين في تكريس المبدأ الغابي ـ كرخصة الهية .
أضف تعليق: